المدخل الجامع في أصول النحٌو ، مثلما هو كلك في نظرية ، و المراد منه أن يكون جامعا بينهما مثلما هو جامع لكل منهما دونها شطط في القول . كما أنا المقصد الأسمى و الغاية القصوى منه أن يكون جامعا غير مانع و مدخلا سهلا يسيرا على المتعلم الطالب فضلا عن كونه كذلك على المتعلم العالم . إنه بهذا و ذاك وسيلة المبتدئ ، و غاية المنتهي ، و لي في فصوله و مباحته في الأولين السابقين أسوة من حيث مناهج البحث و التأليف و التصنيف . إنما أحب أن أنتظم في سلك الجليل بن احمد الفراهيدي فأتمثل بقوله - كما رواه ابن يعيش في شرحه على مفصل الزمخشري - و اللفظ له : من الأبواب مالو شئنا أن نشرحه حتى يستوي فيه القوي و الضعيف لفعلنا ، و لكن يجب أن يكون للعالم لم مزية بعدنا . مادة كتابنا من ديوان التراث المتجدد ، و من ديوان الحداثة المتعادمة ، لما بين القديم و الجديد من مناسية ( تناسب ) . و الرأي - عندي - أن في التراث الحداثة ، و ان في الحداثة لقدامة ، و إذن ليس بدعا تعليق الماضي بالحاضر و العكس كذلك ، و تعليق مناهج العلوم ( و مسائلها ) بعفها بسبب من بعض ، و تعليق النظرية بأصولها ، و ربط الأصول بنظريتها ( أو بنظراتها ) النحوية العربية في سياقاتها من حيث الوصف و التحليل . إن نظرية العلم ناشئة بعد تمام العلم ، كما أن أصوله التي يصدر عنها حادثة بعد اكتماله ، و لا يتصور عقلا و نقلا بناء علم من العلوم النظرية و العلمية العملية من غير نظرات عقلية كامنة ، و من غير تصورات ذهنية ضمنية .