تتحدد خصوصية البحث في مصطلح " التسريد " الذي يعتبر محوريا ، حيث لا تتعلق هذه الدراسة بالكشف عن خصائص النظامين اللفظي و البصري على العموم ، و إنما تنحصر في الكشف عن تفاعلهما لإنتاج الفعل السردي حسب عناصر و آليات بنيته ، لذلك السؤال الذي يطرح هنا : ما هي الإجراءات التي يجري تشغيلها داخل البنيتين ، من اجل تشكيل هذا الفعل الكوني الذي يتجسد في احاديثنا اليومية كما يتجسد في أشكال الفنون المختلفة ؟ إن البحث عن التسريد يعني بالضرورة الانتقال إلى وعي الإنسان بهذا الفعل في تشكيل تواصله مع العالم ، و محاولة اكتشاف كيفية صياغته عبر اختلاف الوسائل التي ينتقيها للتعبير عنه ن إن شئنا يمكننا البدء من جوهر يظهر فيه كل إنسان و هو يملك محكيه الخاص الذي يريد نقل تجربته إلى الآخر ، أو من وجهة نظر أخرى نستطيع القول إن العالم يكون ظاهرا أمام الإنسان في صورته المادية و الواقعية ، و لا يتمكن من نقله إلى عالمه الخاص إلا إذا أعاد بناءه انطلاقا من هذا الفعل السردي و تشكيل رؤيته الخاصة التي تمنح هذا العالم خصوصية مميزة لا تتواجد في العالم الواقعي .